Page 45 - الحفلات الفنية

‫الحفلات الفنية‬ ‫‪ ٢٠١٩‬م‬

‫لم تتغير أبها في ترحيبها «مرحب ًا ألف» جملة‬
‫وتطبيق فعلي يمارسها بكل حب أبناء المنطقة‪،‬‬
‫ولكن هل تغيرت أبها خلال ‪ 21‬عاما؟‪ ..‬لن أتحدث عن‬
‫العمران أو الإمكانات السياحية وغيرها من الأمور‬
‫التي نألفها‪ ،‬ولكن أقول إنها لم تتغير ككلمة عابرة‪،‬‬
‫بل تعدت مجرد استخدام هذه الجملة‪ ،‬فقد تغيرت‬

‫ثقافيا وبشكل كبير جدا‪.‬‬

‫شخصيا كنت في بداية موسم السودة برحلة‬ ‫فهو دائما داعمنا و”مو مقصر”‪ ،‬أيضا “بوناصر” داعم‬
‫عملية‪ ،‬واختارت عائلتي أن يعيشوا أجواء الموسم‪،‬‬ ‫للشركات الأخرى‪ ،‬وك ّلما طلب منا شيئا “بيضنا‬
‫بكل صراحة كان اختيارا صعبا نوعا ما‪ ،‬لعدة أمور‬
‫لا يجهلها الكثيرون فيما يعرف بضعف مفهوم‬ ‫وجهه”‪ ،‬وان شاء الله نظل دوما مب ّيضين وجهه”‪.‬‬
‫السياحة الداخلية‪ ،‬بعد تجربة ثرية لهم لمدة أيام‪،‬‬
‫كان إصرارهم أن أشاركهم التجربة للمرة الثانية‪،‬‬ ‫موسم السودة‪..‬‬
‫هنا كنت أمام تح ٍد في ضرورة الاستجابة لهذا‬ ‫«ناي وسحاب وطرب»‬
‫الطلب‪ ،‬لأن الصغار لا يصرون على الذهاب لمكان‬
‫معين إلا إذا كان مميزا ومختلفا ويناسب تطلعات‬ ‫سنوات م ّرت سريعة في ذاكرتي‪ ،‬لم تكن مجرد «‪»21‬‬
‫صغار اليوم الذين انشغلوا بالعالم الافتراضي‬ ‫عام ًا‪ ،‬منذ وصولي لمطار أبها في المرة الأولى عام‬
‫‪ 1998‬حيث الحدث المختلف بكل ما تعنيه الكلمة‪،‬‬
‫وتناسوا الواقع المفترض أن يعيشوا فيه‪!!..‬‬ ‫وتم الإعلان عن «مهرجان أبها الغنائي» والذي أخذ‬
‫اهتماما خاصا من الأمير خالد الفيصل أمير منطقة‬
‫كان موسم السودة مختلفا بكل ما تعنيه‬ ‫عسير آنذاك‪ ،‬وبمشاركة «‪ »16‬فنانا من السعودية‬
‫الكلمة‪ ،‬ورغم ارتفاع القيمة المادية للرحلة نوعا‬ ‫والخليج على مدى «‪ »6‬ليال غنائية احتضنهم‬
‫ما وهذا ما نعانيه من سياحتنا الداخلية للأسف‪،‬‬ ‫مسرح المفتاحة الفخم «مسرح طلال مداح» في‬
‫إلا أن الميزات الخاصة بالقيمة المادية متناسبة‬
‫معها وهذه حقيقة لا نختلف عليها‪ ،‬كانت درجة‬ ‫تلك الفترة‪.‬‬
‫الحرارة بالرياض ‪ 45‬درجة مئوية وبعد رحلة‬
‫تتجاوز الساعة تقريبا‪ ،‬تصبح بين الغيوم وتبحث‬ ‫عند وصولي للمطار لحضور الليلة الثانية للفنان‬
‫عن الثياب الشتوية لكي تعيش هذه التجربة‪،‬‬ ‫محمد عبده بدعوة كريمة من الأمير خالد الفيصل‪،‬‬
‫وهنا الأمر ليس كما كان فقط أجواء باردة ولكن‬ ‫كان التوجه مباشرة إلى مسرح المفتاحة‪ ،‬جمهور‬
‫إمكانات سياحية وترفيهية وبدون مجاملة‬ ‫كبير وأعلام سعودية كثيفة وحضور لنجوم الدراما‪،‬‬
‫تضاهي العواصم التي سبقتنا بهذا المجال من‬ ‫لم تكن مجرد حفلات غنائية بل تجمع ثقافي مهم‬
‫وحضور جماهيري مهيب‪ ،‬كان الترتيب أن يكون‬
‫عشرات السنين‪.‬‬ ‫لمنطقة الباحة مثل هذه الحفلات بفكرة من الفنان‬

‫تجربة السكن مختلفة‪ ،‬كانت وسط غابات السودة‪،‬‬ ‫عبدالله رشاد ولكن ذلك لم يتم‪.‬‬
‫في اختصار شهير هناك وهو (‪RV Relaxation‬‬
‫‪“ )Vehicle‬مركبة استرخاء» وفيها تتوفر جميع‬

‫‪45 PRESS RELEASE‬‬